graphic artists in the arab countries

Toshfesh
انطولوجيا للشريط المصور العربي

طش فش 4 نحو انطولوجيا للشريط المصور العربي

لينة غيبة
استاذة محاضرة في الجامعة الاميركية في بيروت
مديرة مبادرة معتز ورادا الصواف للشرائط المصور العربي

عُرف الشريط المصور في العالم العربي منذ عقود عدة، وان كان توجهه للأطفال تحديداُ. واغتنت بذوره من ثروات التراث المحلي والخبرات الغنية في المنطقة. لكن السنوات القليلة الماضية شهدت نمواً مفاجئاً في انتاج للشريط المصور مستهدفاً هذه المرة جمهور الراشدين، وتزامن ذلك مع الثورات العربية، مع ما رافق ذلك من اهتمام فريد ومتابعة متزايدة لهذا الفن.
من مصر إلى المغرب، ومن لبنان إلى العراق نشأت مجلات تعالج قضايا اجتماعية وسياسية، اثبتت انتشاره خاصة في اوساط الشباب.

وساهم الانترنت والوسائط الاجتماعية التي ارتبطت بالثورات العربية واصبحت مرادفة لها، في في انتشار هذا الفن في المنطقة العربية بشكل كبير. كما ساهمت الانتفاضات الشعبية في اتساع حرية التعبير وتراجع الرقابة، ما فتح لفناني الكوميكس من الشباب مجال تجريب أساليب جديدة وأكثر جرأة في النظر الى واقعهم، واتاح لهم تطوير الشريط المصور وسيلةً للتعبير والتعليق والنقد.

ومن اللافت ان قلة الدعم وضآلة فرص النشر، دفعت الكثيرين من الفنانين الشباب الى استخدام شبكة الإنترنت لعرض أعمالهم وتبادلها، الامر الذي وفر لهم فرصاً جديدة وجمهوراً أوسع. كما حملت الانتفاضات الشعبية احلاماً بتحقيق الديموقراطية والانفتاح على العالم الاوسع وبخاصة الغرب. والأهم في رصد هذه الحركة انها فتحت التجارب العربية على بعضها، فتعرف فنانو الكوميكس في مصر مثلا على أعمال نظرائهم في لبنان أو فلسطين والعكس، ومهدت الطريق للتواصل في ما بينهم.

وما زاد من أهمية الشريط المصور الحالي، كما سنلاحظ في الصفحات التالية من الأعمال الفنية المنشورة، طغيان الطابع المحلي للأساليب والموضوعات التي تصور واقعهم السياقي، وتنقد الوضع الراهن، وتولي القضايا الاجتماعية والاهتمامات المحلية الاولوية. وكل ذلك تميز بالتفرد في استخدام اللهجات العامية.
واذا كانت دراسة وتوثيق هذا الفن و الفنانين العاملين في مجاله، وخصوصاً الناشئة منهم، غُيبا او اُهملا في الماضي، ومعهما كل تراث الانتاج الغني للكوميكس العربي، على اعتبار انه فن قائم بذاته. فان اصدارات سلسلة الكاريكاتير والكوميكس العربي “طش فش”، جاءت لتملأ هذه الثغرة من خلال توثيق سير واعمال الفنانين، وبناء ذاكرة جماعية عربية تعنى بهذا الفن.
من هنا تظهر اهمية

وربما تكمن اهمية “طش فش” في أنها تتوجه الى جمهورين ومستويين من القراءة: احدهما يهتم بتقديم مادة دسمة للمحترف أو الباحث عن طريق عرض واختيار اعمال نموذجية للفنانين الذين تنشرهم في كل عدد، مع نبذة عن حياة واسلوب كل منهم. اما المستوى الآخر فهو التوجه الى الجمهور العريض الباحث عن تجربة قراءة جديدة وممتعة. عن طريق فن الكوميكس والكاريكاتور. وفي كلا الحالين تشكل هذه السلسلة دعماً لنمو هذه الفنون والعاملين في مجالها.

Source