graphic artists in the arab countries

Toshfesh
حضور مصري في جائزة محمود كحيل وغزة في الواجهة

250 مشاركا من العالم العربي ونسبة النساء 43 في المئة

ملخص
حملت نتائج جائزة محمود كحيل الخاصة بفنون الشرائط المصورة والرسوم التعبيرية والكاريكاتور السياسي ثلاثة أسماء من مصر واسماً من السودان وآخر من لبنان، وبلغ عدد المتقدمين للمشاركة في المسابقة هذا العام 250.

أعلنت مساء أمس الأسماء الفائزة بجائزة محمود كحيل، في احتفال أقيم في المكتبة الوطنية، وفاز فنانون مصريون بثلاث من الفئات التنافسية الخمس، وبواحدة من جائزتين فخريتين في الدورة العاشرة لجائزة محمود كحيل لفنون الشرائط المصورة والرسوم التعبيرية والكاريكاتورالسياسي، التي يمنحها منذ 2015 مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت". وحصل السودان للمرة الأولى على إحدى هذه الجوائز، ونال لبنان أخرى.

وضمت قائمة الفائزين الخمسة التي أعلنها المركز مساء الخميس في المكتبة الوطنية ثلاث نساء، إذ حصل الفنان المصري محمد توفيق على "جائزة محمود كحيل" عن فئة الكاريكاتورالسياسي، فيما فاز مواطناه محمد علي في فئة الشرائط المصورة وسالي سمير في فئة الرسوم التصويرية والتعبيرية، ونالت اللبنانية نور حيدر جائزة الشرائط المصورة، والسودانية شروق إدريس جائزة رسوم كتب الأطفال.

وحصل الفائزون والفائزات على جوائز مالية تتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف دولار أميركي، وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 35 ألف دولار أميركي.

"جائزة محمود كحيل" أصبحت بين 2015 و2025 محطة سنوية راسخة ينتظرها هواة هذه الفنون ومحترفوها، وبات الفوز بها إنجازاً يطمحون إليه، وفخراً يتنافسون عليه. وبلغ عدد المتقدمين للمشاركة في المسابقة هذه السنة 250، ومعظمهم لبنانيون ومصريون، إضافة إلى آخرين من دول عربية أخرى، وبلغت نسبة النساء من مجمل المشاركين 43 في المئة، مما يؤكد مجدداً تزايد حجم حضور المرأة فيها.

لجنة تحكيم عالمية وعربية

وتولت اختيار الفائزين لجنة تحكيم ضمت كلاً من رسامة الشرائط المصورة وكتب الأطفال الدنماركية سوسي باك، والبريطاني بول غرافيت المتخصص في فنون الشرائط المصورة والمهرجانات العالمية في هذا المجال، إضافة إلى الفنان والناقد اللبناني المعروف في مجال الشرائط المصورة جورج خوري (جاد)، ورسامة الكاريكاتورالمصرية دعاء العدل الفائزة مرتين بجائزة محمود كحيل وبجوائز أخرى عالمية، واللبنانية مايا فداوي الفائزة بجوائز عدة في فئة رسوم كتب الأطفال، من بينها جائزة محمود كحيل.

حصل الفنان المصري محمد توفيق على "جائزة محمود كحيل" لفئة الكاريكاتور السياسي عن رسومه المتعلقة بغزة، وإذ لاحظت لجنة التحكيم أن مأساة غزة هي الأكثر تداولاً في الفنون هذا العام، رأت أن توفيق الذي سبق أن فاز بالمركز الأول في فئة الشرائط المصورة الصحافية في مهرجان القاهرة الدولي عام 2016 "خرج، عند تناول هذه المأساة، عن النمطية مدعوماً باحترافية عالية وأكثر فعالية من آلاف الصور المروعة التي مرت أمام أعيننا".

وأضافت أن توفيق الذي أسس استوديو "ماجد" لإنتاج الرسوم المتحركة، وتولى الإدارة الفنية لعدد من المسلسلات المعروفة في هذا المجال، منها مغامرات "فطين" و"ذكية الذكية"، وعمل لمدة طويلة في مجال الشرائط المصورة في مجلتي "باسم" و"ماجد"، "يختصر في كل رسم (عن غزة) قصة ورواية تتجاوز الآن كما تتجاوز فظاعة اللحظة التي قد يطويها الزمن".

أما الرسام المصري محمد علي الذي يتنوع نتاجه بين الأعمال الروائية ومنها كتب الأطفال، والشرائط المصورة، والرسوم السياسية، والقصص المصورة لإنتاج الرسوم المتحركة، والتصوير الحي، فنال جائزة محمود كحيل في فئة الروايات التصويرية عن "سدة الكاتب". واعتبرت لجنة التحكيم أن "قصة محمد علي المشوقة تغوص في أعماق أزمة الهوية المسروقة، ممسكة بتلابيب القارئ حتى الصفحة الأخيرة. أما الرسوم، فعلى رغم جمالها الآسر، فإنها تنبض بجو خفي من الرعب، مما يضفي على العمل بعداً بصرياً مشحوناً بالتوتر والغرابة".

ولاحظت لجنة التحكيم أن اللبنانية نور حيدر (24 سنة) التي منحت جائزة فئة الشرائط المصورة، تجرأت في عملها الفائز "على قطع المسافة إلى الجهة المقابلة لبندقية والدها". وأضافت أن حيدر التي تركز في أعمالها على الرسم التصويري والتعبيري والسرد القصصي، "تتساءل ببراءة الأطفال عن الخير والشر، لتكتشف أن الجميع بيادق في لعبة رأسمالية أكبر، وهذا ما يفسر لجوءها إلى أسلوب يجمع الرسم وفن التصميم، وفيه من الصفاء والبساطة ما يتماثل مع براءة رسالتها".

ووصفت لجنة التحكيم العمل الذي فازت عنه المصرية سالي سمير بجائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية، بأنه "مشروع بصري مختلف ومليء بالرقة"، مشيرة إلى أن الفنانة الشابة التي كرست نفسها منذ عام 2014 للرسم في كتب الأطفال، إذ عملت في أكثر من 25 إصداراً مع دور نشر في مصر ودول أخرى، "رسمت ضحايا الإبادة في غزة، ووثقت قصصهم وغالبيتها لأطفال، بصورة رقيقة تحفظ إنسانيتهم. وأشارت إلى أنها "لا تغير الواقع المؤلم ولا تلطفه، بل تواسي قلوب أهالي الضحايا، لو كانت للرسوم القدرة على المواساة".

وحصلت فنانة سودانية للمرة الأولى على إحدى جوائز محمود كحيل، إذ فازت شروق إدريس بجائزة رسوم كتب الأطفال عن كتابها "القش الماشي"، ورأت لجنة التحكيم أن "الرسوم في هذا العمل نابضة بالحياة، تحمل جودة استثنائية وتأسر الألباب بشخصياتها المدهشة، المصممة بعناية لجذب القراء الصغار وتحفيز خيالهم، مما يجعل التجربة البصرية ساحرة بقدر ما هي مؤثرة".

وتستوحي إدريس أفكارها في أعمالها المتنوعة ككتب الأطفال والرسوم المتحركة والشرائط المصورة والرسوم التصويرية والتعبيرية من الفلكلور والأساطير الأفريقية، مع تركيزها على تمثيل التراث الأفرو-عربي مبتكرة فناً يوفق بين العمق التاريخي وواقعه المعاصر.

جائزتان فخريتان

وأعطيت جائزة "قاعة إنجازات العمر" الفخرية التي تمنح تقديراً لمن أمضى ربع قرن أو أكثر في خدمة فنون الشرائط المصورة والرسوم التعبيرية والكاريكاتور السياسي للفنانة المصرية آمال خطاب التي عملت في "مجلة سمير" منذ مطلع الثمانينات حتى عام 2017 ، قبل أن تشارك في لبنان في تأسيس مجل "بساط الريح".

أما جائزة "راعي الشرائط المصورة" الفخرية فذهبت إلى دار النشر "معمول" التي تأسست عام 2019 في منطقة مترو ديترويت بولاية ميشيغن الأميركية، ويتقاطع عملها بين الشرائط المصورة وفن الطباعة وفنون الكتب، إذ تشجع السرد القصصي، وتنظم الدار ورش عمل وبرامج مجانية، وتستخدم العائدات المادية لدعم القضايا المختلفة، مع التركيز منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جهود المساعدة المتبادلة في غزة، ودعم فنانيها وفناناتها من خلال نشر أعمالهم.
Source